يشير مصطلح " عقدة النقص " الذي صاغه ألفريد أدلر إلى شعور الشخص بالنقص أو انعدام القيمة أو الدونية. قد يعاني الشخص المصاب بهذه المشاعر من شعور دائم بالنقص أو عدم الأمان في حياته اليومية بسبب اعتقاده بأنه غير مكتمل جسدياً أو عقلياً أكثر من غيره من الناس أو أقل شأناً منه. ولعلاج هذه الحالة التي تعتبر اضطراباً نفسياً يمكن الحصول على المساعدة من معالج نفسي.
يمكن أن ينشأ الشعور بالنقص أيضًا من أوجه قصور وهمية ويمكن أن يؤدي إلى نوعين من ردود الفعل على الشخص. قد ينغلق الشخص على نفسه وينسحب من البيئات الاجتماعية، أو قد يصبح تنافسيًا للغاية في محاولة لإثبات أنه ليس ناقصًا. وقد يتحول رد الفعل الثاني، في بعض الحالات، إلى عقدة التفوق.
ما هي أعراض عقدة النقص؟
من الطبيعي أن يقارن المرء نفسه بالأشخاص الموهوبين أو الأذكياء من وقت لآخر. ومع ذلك، عندما يصبح هذا السلوك مفرطًا وخارجًا عن السيطرة، فإنه يعتبر حالة غير طبيعية واضطرابًا. قد يعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من الاضطراب من مشاعر قد تضر بحياتهم اليومية. يمكن سرد أعراض عقدة النقص على النحو التالي:
- الشعور بعدم الأمان أو عدم الاكتمال أو انعدام القيمة
- تدني احترام الذات
- صعوبة في تصديق المديح أو تقبل النقد
- تجنب الأنشطة اليومية والمواقف الاجتماعية
- المقارنة والمقارنة المستمرة بين الذات والآخرين
- الشعور المستمر بالعار والذنب والإحراج وعدم الأمان والشعور الدائم بالخجل والذنب والإحراج وعدم الأمان
- الشعور بالكمال
- الإفراط في نقد الذات
- البحث المستمر عن الاستحسان والمديح من الآخرين
- تجنب كل أشكال المنافسة
- الأرق
- الشعور بالقلق والاكتئاب المستمر
لماذا تحدث عقدة النقص؟
عادة ما يبدأ الشعور بالنقص ويستمر في مرحلة الطفولة. ويرجع هذا الوضع إلى عدم القدرة على تكوين مفهوم الذات بشكل صحيح خلال مرحلة الطفولة. تكون عوامل الأسرة والبيئة والتعليم فعالة في تكوين مفهوم الذات. عندما يتشكل هذا المفهوم بشكل صحيح، يختبر الفرد الإدراك الحقيقي والواقع. أما إذا تعرض الطفل للتشويه والنقد غير الضروري والخاطئ أثناء تكوين هذا المفهوم فقد يحدث إحساس بالنقص.
وبالإضافة إلى الخصائص السلوكية والنفسية، قد تشملأسباب عقدة النقص العديد من العوامل. فتجارب الشخص في الحياة وميله الوراثي مؤثرة في هذا الصدد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب أيضاً إلى هذه الحالة. عادةً ما يرتبط الشعور بالنقص، الذي يمكن مواجهته بشكل متكرر في مرحلة الطفولة، بعدم تشجيع الوالدين أو عدم الثقة بالنفس.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور الأطفال بعدم التقدير، مما قد يؤدي إلى مشاكل في وقت لاحق من حياتهم، مثل تدني احترام الذات والشعور بعدم القيمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن سرد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه المشاعر على النحو التالي:
- الصدمات النفسية
- تاريخ من التوتر والاكتئاب والقلق والاضطراب
- تجارب الطفولة
- الخصائص الجسدية
- الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية
- الضغوط الاجتماعية
- الخصائص العقلية
علاج عقدة النقص
لعلاج عقدة النقص، يجب على الشخص أولاً أن يتقبل هذا الوضع. يجب على الشخص أن يبتعد عن المثالية وأن يتقبل أنه لا يمكن أن يكون ناجحاً في كل شيء. إن عدم الثقة بالنفس هو أساس هذه المشكلة. لهذا السبب، يجب على الشخص أن يدرك كفاءته وقدراته ويبذل بعض الجهود لتحسين قدراته. يجب على أفراد الأسرة دعم الشخص في هذا الصدد والابتعاد عن أساليب الانتقاد.
بالإضافة إلى ذلك، يعد العلاج النفسي خيارًا علاجيًا فعالًا ومستخدمًا على نطاق واسع لمثل هذه الحالات. ويُعد العلاج النفسي، المعروف أيضًا باسم العلاج بالكلام، وسيلة لفهم مشاعر الأشخاص بشكل أفضل، وكذلك وسيلة لفهم كيفية توجيه هذه المشاعر بطرق أكثر إنتاجية. يمكن سرد أنواع العلاج النفسي على النحو التالي:
العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا النوع الشائع من العلاج بالكلام إلى مساعدة الشخص على تغيير أفكاره وسلوكياته النمطية.
العلاج النفسي الديناميكي النفسي: يهدف إلى مساعدة الشخص على التعامل مع المشاعر والسلوكيات السلبية الناشئة عن التجارب السابقة.
العلاج الداعم: يدعم في بناء احترام الذات وتقليل القلق وتحسين الأداء الاجتماعي وغيرها الكثير.
التعامل مع عقدة النقص
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للتغلب على الشعور بالنقص والتعامل معه. بعض هذه الخطوات هي كما يلي:
- وضع أهداف واقعية
- يجب أن يتوقف المرء عن مقارنة نفسه بالآخرين
- تعلم الثقة بالنفس
- زيادة التفاعلات الاجتماعية وقضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين
- التوقف عن الرغبة في أن تكون مثل الآخرين
- حاول ألا تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون
- التركيز على صفاتك الإيجابية
- تقبل نفسك كما هي
- تجنب الكمال
- يجب عكس الأفكار السلبية وتحديها