ويحدث الخرف، الذي يُعرّف بأنه "فقدان تدريجي للقدرات العقلية"، على أنه خرف سلوكي. ويبدأ الخرف السلوكي في البداية على شكل تغير في السلوك وتغير في الشخصية، ويصاحبه النسيان مع مرور الوقت. ويحذر الخبراء من أنه غالباً ما يتم الخلط بين الخرف السلوكي والمرض النفسي.
أشار الدكتور جلال شالتشيني أخصائي طب الأعصاب في مستشفى جامعة أوسكودار في إنبيستانبول إلى أن الخرف السلوكي، وهو نوع من الخرف، غالباً ما تتم مقارنته بالأمراض النفسية.
ما هو الخرف؟
يعرّف الدكتور جلال شالتشيني الخرف، أو الخرف باسمه العلمي، بأنه "فقدان تدريجي للقدرات العقلية الموجودة سابقاً"، وقال: "هناك العديد من التصنيفات المختلفة للخرف، ويتم أحد هذه التصنيفات وفقاً للوظيفة العقلية التي يتم فقدانها في الدماغ والوظيفة التي يتم الحفاظ عليها".
الأنشطة التي تكون المنطقة المتضررة مسؤولة عن إعاقة الأنشطة التي تكون المنطقة المتضررة مسؤولة عنها
وأشار الدكتور جلال شالتشيني إلى أن كل قدرة عقلية مختلفة تدار من قبل مناطق مختلفة من الدماغ، وقال: "على سبيل المثال، يتم التحكم في السلوك من قبل المناطق الأمامية من الفص الجبهي في كلا نصفي الكرة المخية، ويتم التحكم في الذاكرة من قبل الأجزاء الداخلية من المنطقة الصدغية، ويتم التحكم في الكلام من قبل المناطق الأمامية والصدغية في النصف الأيسر من الكرة المخية. ونتيجة لتلف هذه المناطق الدماغية، تضعف الأنشطة العقلية المسؤولة عنها."
يختلف الخرف باختلاف المناطق
أشار الدكتور جلال شالتشيني إلى أنه مع تقدم الخرف، يزداد عدد المناطق المتضررة، وبالتالي يزداد عدد وتنوع القدرات العقلية المفقودة. "يسمى الخرف الذي تضعف فيه الذاكرة في البداية بمرض الزهايمر، ويسمى نوع الخرف الذي تضعف فيه القدرة على الكلام في البداية بالخرف التقدمي الأولي، ويسمى الخرف الذي يضعف فيه السلوك في البداية بالخرف الجبهي الصدغي السلوكي. تتشابه هذه الأنواع من الخرف مع بعضها البعض مع مرور الوقت ويصبح التشخيص التفاضلي صعباً جزئياً."
الخلط بين الخرف السلوكي والاضطرابات النفسية
أشار الدكتور جلال شالتشيني إلى أن الخرف السلوكي يبدأ في البداية كتغير في السلوك وتغير في الشخصية وقال: "مع تقدم الوقت، يضاف النسيان الذي يعد من سمات نوع آخر من الخرف. لهذا السبب، يبدو أن معظم المرضى هم مرضى نفسيون ويتقدمون في البداية إلى الطبيب النفسي".
يجب متابعة أخصائي الأمراض العصبية
قال الدكتور جلال شالتشيني: "يتم تشخيص الخرف السلوكي بفحص مفصل وتاريخ المرض، وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والاختبارات الإدراكية، ويمكن إجراء اختبارات متقدمة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للدماغ عند الضرورة. ويختلف التعامل مع المرض بشكل كبير عن الخرف من نوع الزهايمر ومن المفيد أن يتم ذلك على يد طبيب مختص في هذا العمل".