استخدام تخطيط كهربية الدماغ في الطب النفسي للأطفال والمراهقين والطب النفسي وطب الأعصاب، وهما من المجالات الطبية الأساسية التي تفحص الدماغ ووظائفه، لم يكونا أبدًا قسمين منفصلين يعملان بشكل مستقل تمامًا عن بعضهما البعض. نظرًا لأنهما يفحصان في الأساس نفس الأعضاء والأجهزة ويتعاملان مع الأمراض المتعلقة بنفس الجهاز، فهما تخصصان يعملان دائمًا بالتعاون والتشاور.
وبفضل التطورات التي يشهدها عالم الطب منذ سنوات عديدة، يمكن التحقيق في الآليات التي تحدث بها الأمراض النفسية في الدماغ، وهذه المسألة من بين أكثر المواضيع البحثية شيوعًا لأنها تنير أيضًا خطة العلاج. وبهذه الطريقة، ازداد نجاح علاجات المشاكل التي تم اكتشافها من خلال حل آليات العديد من الأمراض على مر السنين، وحتى الأمراض النفسية الخطيرة التي كانت معزولة عن المجتمع في السابق أصبح من الممكن علاجها.
لقد حدثت تطورات في تقنيات الفحص العصبي على مر السنين؛ فقد أضيفت طرق قياس النشاط الكهربائي ووظائف الدماغ إلى الطرق التي تصور بنية الدماغ. وبفضل هذه الإمكانيات، أصبحت الفرصة متاحة للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً عن الدماغ والأمراض، مما أتاح الفرصة للحصول على علاجات مرضية.
عندما يأتي المريض إلى العيادة الخارجية للطب النفسي للأطفال والمراهقين وهو يعاني من شكاوى مختلفة، يتم أولاً أخذ تاريخ مرضي مفصل. يسمح لنا هذا التاريخ المرضي بالحصول على معلومات عن الفترة التي تبدأ من فترة الرحم، وفترة ما بعد الولادة، والأمراض الموجودة وجميع الأمراض والحوادث (صدمات الرأس وغيرها). وبصرف النظر عن التاريخ الطبي، يتم إجراء تقييم مفصل عن جميع مراحل نمو الطفل أو المراهق (التطور اللغوي والتطور الحركي الدقيق والإجمالي وما إلى ذلك). يتم أخذ التاريخ العائلي. يتم تسجيل ما إذا كان هناك أي مرض وراثي أو نفسي أو عصبي في العائلة. يجب طلب التقييمات العصبية وتخطيط المخ الكهربائي للدماغ من المرضى الذين يقترح الطبيب إجراء فحص مفصل لهم سواء في المعلومات التي تم الحصول عليها (صدمة الرأس، إلخ) أو في الشكوى (تأخر أو تراجع في النمو، اضطراب في التعلم، اضطراب في النطق، نوبات النوم، بعض السلوكيات التي تظهر أثناء النوم، اضطرابات سلوكية، حركات غريبة، إلخ).
تخطيط كهربية الدماغ هو عملية تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ من خلال تراكيب موصلة تسمى الأقطاب الكهربائية. لا يتم إعطاء أي كهرباء للمريض أثناء العملية. ليس له أي تأثير ضار. خلال هذا الإجراء، الذي ليس له أي ضرر، يمكن الكشف عن المشاكل العصبية المفقودة والقابلة للعلاج، وكذلك يتم الحصول على بيانات مهمة جداً عن انعكاسات الأمراض النفسية في الدماغ بفضل خريطة الدماغ التي يتم إعدادها بطرق خاصة.
قبل تطبيق تخطيط كهربية الدماغ على الأطفال، يجب أن يقدم الطب النفسي للأطفال والمراهقين أو طب الأعصاب طلباً بذلك. بعد إجراء فحوصات مفصلة يتم اتخاذ القرار وتطبيق بروتوكول العلاج اللازم.
