الأورام الليفية هي أورام تتكون بسبب الطبقة العضلية للرحم وتعتبر من الأمراض النسائية الشائعة في مجتمع اليوم. ويحدث هذا المرض خلال فترة المراهقة والبلوغ، وغالباً ما يصيب النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30-40 عاماً. قد تميل الأورام الليفية الناتجة عن التغيرات الهرمونية إلى الانكماش بعد انقطاع الطمث. يجب أن تكون الأورام الليفية التي تنمو مع انقطاع الطمث تحت المراقبة لأنها أورام خبيثة. لا يُعرف سبب تكوُّن الأورام الليفية. ومع ذلك، فإن احتمالية تحول الأورام الليفية إلى أورام سرطانية منخفضة للغاية، ولكن من الممكن حدوث ذلك.
ما هي الأورام الليفية؟
الأورام الليفية، التي تتكون من زيادة غير طبيعية في العضلات الملساء في الرحم، هي الأورام الحميدة الأكثر شيوعاً في الرحم. الأورام الليفية، التي لها أنواع عديدة، هي كتل ملساء ومحدودة. يلعب هرمون الإستروجين دوراً حاسماً في الأورام الليفية. كما يُعد الاستعداد العائلي عاملاً آخر. هذا المرض، الذي يتأثر بالتغيرات الهرمونية، أكثر شيوعاً خاصةً خلال فترة الإنجاب. عندما تنخفض مستويات الهرمونات، يقل حجم هذه الأورام الحميدة. ومع ذلك، يجب مراقبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وأولئك الذين ليسوا في فترة الإنجاب بشكل متكرر.
خلال فترة الحمل، يزداد حجم الأورام الليفية وهذا يمكن أن يسبب الألم. تنطوي الأورام الليفية من النوع تحت الجلد على عوامل خطر مثل العقم والإجهاض والولادة المبكرة.
من المعروف أن الأورام الليفية، التي لا يُعرف سببها بالضبط، تنتج عن الخلايا الجذعية في النسيج العضلي للرحم. وتتميز بانقسام إحدى هذه الخلايا وتكاثرها غير المنضبط وتكوين بنية متمايزة عن الأنسجة المماثلة. قد تنمو ببطء أو بسرعة وتبقى كما هي. وقد تختفي تلقائياً من وقت لآخر. قد تؤهّب بعض العوامل لتكوين الورم الليفي. على سبيل المثال؛ التغيرات الهرمونية والاستعدادات الوراثية وعملية الحمل والعامل العرقي وبعض العوامل البيئية.
ما هي أعراض الأورام الليفية؟
يمكن سرد الأعراض الأكثر شيوعاً للأورام الليفية على النحو التالي:
- الورم الليفي هو مرض لا تظهر أعراضه عادةً. ومع ذلك، تؤثر الأورام الليفية سلباً على وظيفة انقباض الرحم. ويُعد النزيف الحاد غير المنتظم والطويل الأمد والشديد عاملاً يستدعي استشارة الطبيب. كما أن هذا الوضع يمهد الطريق لتكوين الأورام الليفية عن طريق التسبب في فقر الدم. تتجاهل المريضات اللاتي يستشرن الطبيب بشكوى معينة النزيف الذي يشاهدنه ظناً منهن أنه أمر طبيعي. يؤدي هذا الوضع إلى ظهور المرض مع فقر الدم العميق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعاني المريضة من الدورة الشهرية المؤلمة والنزيف وآلام الظهر أو الألم أثناء الجماع أثناء هذه العملية.
- تسبب الأورام الليفية التي تنمو مع مرور الوقت شكاوى مثل تورم البطن وآلام البطن وعسر الهضم ومشاكل الغازات والإمساك. قد يحدث التبول المتكرر ومشاكل في الكلى مع الضغط على المثانة.
- في حالات نادرة، يمكن أن تخرج الأورام الليفية ذات السيقان من تجويف الرحم وتسبب رائحة كريهة وإفرازات مبنية على النزيف والعدوى بعد الجماع.
- تمنع بعض الأورام الليفية المثانة من التمدد عن طريق الضغط على المثانة، ومن ثم قد تحتاج المريضة إلى الذهاب إلى المرحاض بشكل متكرر. مرة أخرى، قد يؤدي ضغط فتحة الشرج لنفس السبب إلى الحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض.
- كما قد يظهر نمو بعض الأورام الليفية ومن ثم الشعور بكتلة في أسفل البطن كعرض من أعراض الأورام الليفية بسبب تخطي بعض الممارسات مثل الفحوصات والفحوصات الطبية.
كيف يتم تشخيص الأورام الليفية؟
بالنسبة لتشخيص الأورام الليفية، يمكن إجراء التشخيص عن طريق أخذ التاريخ المرضي للمريضة من خلال التقدم إلى طبيب أمراض النساء مع أعراض المرض ثم إجراء الفحوصات الروتينية للمريضة. من الممكن اكتشاف المرض بدعم من الموجات فوق الصوتية مع التصوير عالي الدقة. إذا كانت الكتلة كبيرة أو غير مرئية بوضوح في أنسجة الرحم، يمكن إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لمنعها من التسبب في مشكلة أكبر. وبالتالي، يمكن أيضاً الحصول على معلومات مفصلة عن الأنسجة الرخوة.
كيف يتم علاج الأورام الليفية؟
عادةً ما تكون الأورام الليفية أوراماً حميدة، ولكن يجب مراقبتها لأنها يمكن أن تتطور إلى أورام خبيثة مع مرور الوقت. في حالة النمو المفاجئ والصور المشبوهة، يجب علاج هذه الأورام الليفية. يجب فحص المرضى الذين يعانون من الأورام الليفية من قبل الطبيب على فترات منتظمة.
تختلف عملية العلاج وفقاً للتاريخ الطبي للمريضة وعمرها وأعراض الأورام الليفية ومعدل الأورام الليفية وموقعها. وبناءً على ذلك، هناك خيارات العلاج بالملاحظة والعلاج الطبي والجراحي. من المرجح أن يتم تشخيص الأورام الليفية بالصدفة دون أي أعراض أو شكاوى. في مثل هذه الحالات، تتم متابعة هذا الورم لفترة من الوقت بدلاً من بدء العلاج فوراً. ومع ذلك، إذا ظهرت الأورام الليفية مع بعض الأعراض التي من شأنها أن تقلل من جودة حياة الشخص، يمكن تطبيق بعض العلاجات. عادةً ما يتم العلاج جراحياً. يتم التخطيط للعملية في إطار عوامل مثل قرار المريضة أو عمرها أو ما إذا كانت ترغب في الإنجاب أم لا.
تُجرى جراحات الأورام الليفية بطريقتين مختلفتين. الأولى تتم باستئصال الورم الليفي، من ناحية أخرى؛ إذا لم تنجب المريضة من قبل وترغب في الإنجاب مستقبلاً يتم استئصال الورم الليفي لضمان استمرار وظيفة الرحم لكي تنجب المريضة طفلاً خلال الفترة حتى يتكون ورم ليفي آخر غير الورم الليفي المستأصل.
الخيار الآخر هو الاستئصال الجراحي الكامل للرحم. غالباً ما تنتج الأورام الليفية عن الرحم. لذلك، إذا كان لدى المريضة طفل أو كانت لا تخطط لإنجاب طفل آخر، فقد يكون من الضروري إزالة الرحم خاصة بعد سن الأربعين والخمسين من أجل منع تكون الأورام الليفية مرة أخرى.