يبرز التعلق القلق كنمط من التعلق الذي يعاني فيه الفرد من الخوف المستمر من الرفض والهجر في العلاقات. وعادة ما يظهر نمط التعلق القلق هذا نتيجة عدم تلقي الدعم العاطفي الكافي من الوالدين خلال مرحلة الطفولة أو عدم النمو في بيئة متسقة من الثقة. يُظهر الأفراد الذين يظهرون التعلق القلق حساسية مفرطة واعتمادية وبحث دائم عن الطمأنينة في علاقاتهم.
ومن أجل التغلب على الخوف من الرفض، قد يبحثون باستمرار عن الاستحسان في علاقاتهم وهذا قد يخلق حالة من عدم الاستقرار في العلاقة. التقلبات العاطفية هي إحدى الصعوبات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من التعلق القلق في علاقاتهم.
ما هي أنماط التعلق في العلاقات؟
أنماط التعلق في العلاقات هي مفاهيم تحدد كيفية ارتباط الأشخاص عاطفياً وأنماطهم السلوكية في العلاقات. توفر نظرية التعلق التي طورها جون بولبي إطارًا أساسيًا لشرح هذه الأنماط. أنماط التعلق الأساسية
التعلق الآمن
يُعرف التعلق الآمن بأنه نمط التعلق الذي يشعر فيه الفرد بالراحة مع نفسه ومع شريكه. يستطيع هؤلاء الأفراد إقامة توازن صحي بين الثقة والقرب والاستقلالية في علاقاتهم. يشعر الأشخاص المتعلقون الآمنون بالراحة في التعبير عن احتياجاتهم العاطفية ويستجيبون بحساسية للاحتياجات العاطفية لشركائهم.
التعلق القلق
يظهر التعلق القلق كنمط من التعلق الذي يعاني فيه الفرد من خوف دائم من الهجر أو الرفض. يُظهر هؤلاء الأفراد حساسية مفرطة واعتمادية وسعي دائم للحصول على الموافقة في علاقاتهم. قد يعتمدون بشكل مفرط على اهتمام شركائهم وقد يواجهون صعوبة في التعامل مع عدم اليقين في علاقاتهم.
التعلق التجنبي
التعلق التجنبي هو نمط من التعلق يميل فيه الفرد إلى تجنب التقارب. يركز هؤلاء الأفراد عموماً على استقلاليتهم وحريتهم ويميلون إلى البقاء بعيدين عاطفياً. يتجنبون التعبيرات العاطفية لحماية استقلاليتهم وحريتهم في علاقاتهم.
التعلق الخائف-المتجنب
التعلق الخائف-المتجنب هو مزيج من سمات القلق والتجنب. قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص تقدير منخفض للذات وفي نفس الوقت يميلون إلى الثقة المفرطة بشريكهم. يمكن أن يؤدي أسلوب التعلق المتناقض هذا إلى ديناميكيات عاطفية معقدة في علاقاتهم.
ما هي أعراض التعلق القلق؟
يتجلى التعلق القلق كنمط من التعلق الذي يعاني فيه الفرد من الخوف المستمر من الرفض والهجر في العلاقات. ويُظهر الأفراد الذين يعانون من هذا النمط من التعلق القلق أعراضاً بارزة في علاقاتهم. فيما يلي أعراض التعلق القلق:
الخوف من الرفض: الأفراد الذين يعانون من التعلق القلق قلقون باستمرار من الهجر أو الرفض. يمكن أن يسبب عدم اليقين في علاقاتهم مع شركائهم قلقاً شديداً لهم.
الاعتماد المفرط: قد يكون الأشخاص الذين يعانون من أسلوب التعلق القلق معتمدين بشكل مفرط على شركائهم. وقد يسعون باستمرار للحصول على الموافقة والطمأنينة من شركائهم.
التقلبات العاطفية: يواجهون تقلبات عاطفية في علاقاتهم. يمكن أن يتسبب عدم اليقين أو القلق البسيط في ردود فعل عاطفية شديدة على الفور. وتظهر التقلبات في العلاقة صعوداً وهبوطاً بشكل واضح.
البحث المستمر عن الموافقة: يحتاج الأفراد المرتبطون بقلق إلى موافقة خارجية باستمرار. يشعرون بالحاجة إلى التحقق باستمرار من الحب والاهتمام من شركائهم.
الحاجة الشديدة في العلاقة: يبحثون باستمرار عن الاتصال والدعم في العلاقات الوثيقة. قد يتوقعون من شركائهم أن يكونوا معهم باستمرار والمواقف التي لا تلبي هذه الاحتياجات قد تسبب لهم القلق.
الحساسية والشك: قد يكون الأفراد الذين يعانون من التعلق القلق حساسين بشكل مفرط تجاه سلوك شريكهم. حتى الأحداث الصغيرة يمكن أن تسبب رد فعل عاطفي كبير. وفي الوقت نفسه، يميلون إلى التشكيك والشك في ولاء شريكهم.
قلق الانفصال: يشعرون بعدم الارتياح عند الانفصال عن شريكهم. يمكن أن يسبب قلق الانفصال أفكاراً وقلقاً شديداً عند الانفصال الجسدي.
ما هي أسباب التعلق القلق؟
غالبًا ما يظهر التعلق القلق كنمط تعلق ناتج عن تفاعلات الوالدين والطفل وتجاربهم خلال مرحلة الطفولة. تعد سلوكيات الوالدين غير المتناسقة، والإهمال العاطفي وعدم الكفاية العاطفية، وتجارب الانفصال، والصراعات بين الوالدين، وتقييد التعبير العاطفي، وتغيير مقدمي الرعاية باستمرار، وإساءة معاملة الطفل أو التجارب المؤلمة من بين العوامل التي تكون فعالة في تكوين التعلق القلق.
قد تجعل هذه العوامل من الصعب على الطفل تطوير شعور بالتعلق الآمن وقد تؤثر على العلاقات في مرحلة البلوغ. تشمل أعراض التعلق القلق الخوف من الرفض، والاعتماد الزائد، والتقلبات العاطفية، والسعي المستمر للحصول على الاستحسان، وقلق الانفصال، والحساسية والشك.
قد يتسبب هذا النمط من التعلق القلق في أن يواجه الفرد صعوبة في التعبير عن احتياجاته العاطفية والتعامل مع عدم اليقين في العلاقات. ولذلك، قد يكون العلاج والأساليب الداعمة مهمة في التعامل مع التعلق القلق وتطوير ديناميكيات علاقة صحية.
علاج التعلق القلق
يركز علاج التعلق القلق على فهم العالم العاطفي للفرد وتطوير ديناميكيات علاقة صحية. في هذه العملية، يلعب تطوير الوعي وتحليل العلاقة وتحسين مهارات التواصل وفحص الصدمات السابقة وتعلم مهارات وضع الحدود والتعاطف والتعاطف مع الذات دوراً مهماً في هذه العملية. عادةً ما يتم تطبيق العلاج كعلاج فردي أو زوجي.
إن فهم أسلوب التعلق القلق لدى الفرد ومواجهة التجارب السابقة واكتساب مهارات التواصل الصحي هي الأهداف الرئيسية في عملية العلاج. تهدف هذه الطرق إلى تخفيف أعراض التعلق القلق من خلال المساهمة في إقامة علاقات آمنة وصحية ومرضية.