تشير الدراسات العلمية إلى أن ما يقرب من ثلث المرضى المصابين بالسرطان قد يعانون من اضطرابات نفسية. وفي إشارة إلى أهمية الدعم النفسي، قال الخبراء: "غالبًا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات التكيف واضطرابات النوم. وفي حالة وجود اضطرابات نفسية، يجب طلب الدعم دون إضاعة الوقت".
وأشارت البروفيسور فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول، أخصائية الطب النفسي في مركز الطب النفسي بجامعة أوسكودار في جامعة أوسكودار ن.ب. إيتيلر إلى أهمية المرونة النفسية لدى المرضى الذين يعانون من السرطان.
مشيرةً إلى أن تشخيص الإصابة بالسرطان غالبًا ما يسبب الخوف والقلق والاكتئاب لدى الشخص، وقالت ييرتوتانول إن ردود الفعل هذه تعتبر طبيعية إلى حد ما. وقال ييرتوتانول: "قد يشعر مريض السرطان بأنه دخل في طريق فيه الكثير من المجهول مثل الخوف من الموت، والخوف من المعاناة، والخوف من فقدان الأطراف، والخوف من فقدان الأسرة والوظيفة. كما يشعر أفراد أسرة المريض وأقاربه بمشاعر مماثلة، وقد يثير احتمال فقدان أحد أفراد أسرته وأقاربه مشاعر قوية في نفوسهم."
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ردود الفعل النفسية
قالت الأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول: "هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ردود الفعل النفسية للشخص. فالخصائص البيولوجية مثل العضو الذي يؤثر فيه السرطان، وكيف سيسبب السرطان، والمرحلة التي وصل إليها السرطان، وعمر المريض، كلها عوامل مهمة. من ناحية أخرى، تحدد أيضًا السمات الشخصية للمريض وكيفية تعامله مع الضغط النفسي وما إذا كان قد عانى من مشاكل نفسية من قبل ردود الفعل تجاه المرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى الدعم الاجتماعي للشخص، ومكانته في الحياة الأسرية والعملية، والخصائص الثقافية هي أيضًا عوامل محددة."
يمكن رفض المرض خلال فترة الصدمة
وأشار ييرتوتانول إلى أن الشخص المصاب بالسرطان يمر في البداية بفترة صدمة وقد يرفض المرض خلال هذه الفترة، وقال: "ثم يبدأ الشخص في التفاعل والتأقلم مع مشاعر مثل القلق والخوف والغضب. ثم تظهر عملية تقبل المرض والتكيف مع العلاج. ومن وقت لآخر، يمكن رؤية إنكار المرض ورفض العلاج."
يجب طلب الدعم النفسي
أشارت الأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول إلى أن الدراسات العلمية تشير إلى أن ما يقرب من 30% من المرضى المصابين بالسرطان يصابون باضطرابات نفسية وقالت: "غالبًا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات التكيف واضطرابات النوم. وفي حالة وجود اضطرابات نفسية، يجب طلب الدعم دون إضاعة الوقت".
ما أهمية الصحة النفسية في مكافحة السرطان؟
قالت الأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول إنه وفقًا لنتائج 330 دراسة لتقييم مرضى السرطان، فإن مستويات التوتر المرتفعة تزيد من معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة. وقالت ييرتوتانول: "يمكن أن يزيد الاكتئاب من خطر عودة المرض بعد علاج السرطان ويقلل من الامتثال للعلاج الكيميائي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب الاكتئاب في انخفاض عتبة الألم".
وقال ييرتوتانول: "وفقًا للدراسات العلمية، يزداد نمو الورم وتطور المرض لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الدعم الاجتماعي بسبب الآليات التي تزيد من الالتهاب على مستوى الخلايا. وقد ثبت أن الدعم الاجتماعي غير الكافي يزيد من المادة المعروفة باسم IL6 في الجسم، مما يزيد من هيكلة الأوعية الدموية التي من شأنها توفير التغذية للأنسجة السرطانية. ولهذا السبب، فإن تلقي الدعم النفسي أثناء مكافحة السرطان سيؤثر إيجاباً على مسار المرض."
كيف يجب دعم الشخص الذي يعاني من السرطان؟
كما قدمت الأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول التوصيات التالية فيما يتعلق بالدعم الذي يجب تقديمه للشخص الذي يعاني من السرطان
1- حاول أن تتعرف على مشاعر الأشخاص المصابين بالسرطان بدلاً من محاولة التنبؤ بمشاعرهم، حيث أنهم لا يشعرون جميعًا بنفس الشعور ويمكن أن تتغير مشاعرهم بشكل متكرر. تذكري أنهم قد يشعرون أحيانًا بمشاعر جيدة وأحيانًا أخرى سيئة.
2- تذكر أنهم قد لا يرغبون في التحدث عن السرطان طوال الوقت وحاول الحفاظ على المحادثات اليومية الطبيعية.
3- اعلمي أنهم قد لا يرغبون في التحدث في بعض الأحيان ودعيهم يقضون الوقت بمفردهم.
4- أخبرهم بأنك مستعد للاستماع إليهم عندما يريدون التحدث معك، واستمع إليهم بتعاطف وانتباه.
5- لا تقولي له "عليك أن تكوني قوية"، "لا تحزني"، "ابقي إيجابية"، لأن هذا قد يخلق ضغطًا.
6- لا تقارن حالتك بالآخرين، لأن تجربة كل شخص مع السرطان مختلفة.
7- لا تأخذي الأمر على محمل شخصي عندما لا يرغبون في التحدث أو عندما يكونون غاضبين أو منزعجين.
8- اعرض المساعدة في المهام اليومية إذا أرادوا ذلك، ولا تصر على ذلك إذا لم يرغبوا في ذلك.
9- في بعض الأحيان يكون من المفيد أن تكون متواجدًا من أجلهم.
10- لا تبدي ملاحظات مثل "لقد فقدت وزنك" أو "لا تبدو مريضًا جدًا".
11- لا تشارك معلومات وتفاصيل عن مرض الشخص مع الآخرين دون إذنهم.
موقف العائلات مهم
قالت مساعدة الأستاذة المساعدة الدكتورة فاطمة دويغو كايا ييرتوتانول: "إن الحصول على المعلومات الصحيحة عن السرطان أمر مريح لأفراد الأسرة الذين يعتنون بمرضى السرطان. فمع معرفة ما سيواجهونه في هذه العملية، ووجود فكرة عن الآثار الجانبية للعلاجات يجعل أقارب المريض يشعرون بمزيد من الأمان والسيطرة. من المهم توزيع المهام المتعلقة بالرعاية على أفراد الأسرة وتكوين فريق عمل. من الممكن أيضًا أن يواجه مقدمو الرعاية لمرضى السرطان صعوبات نفسية. من المهم لمقدمي الرعاية أن يخصصوا وقتًا لأنفسهم وألا يتجاهلوا حياتهم الخاصة وأن يحصلوا على المساعدة من الآخرين. وفي هذه العملية، يمكن الحصول على المساعدة من مجموعات الدعم من أقارب مرضى السرطان أو أخصائيي الصحة النفسية."